سبب تسمية البسبوسة وتاريخها من التراث الفرعوني حتى التاريخ العثماني


البسبوسة وتاريخها من التراث الفرعوني

طبق البسبوسة من أصناف الحلويات اللذيذة والتي يعشقها الكثيرين، ولكن فكرت أن هذا طبق وراءه قصة ترجع إلى مئات وآلاف السنوات، وتداخلت في التاريخ السياسي والاجتماعي للشعوب، وهذا ما نتعرف عليه في السطور التالية عن تاريخ البسبوسة منذ العصر الفرعوني حتى العصر العثماني.


البسبوسة

البسبوسة هي أحد أصناف الحلويات التي تحضر من السميد، وتمتاز طريقة عمل البسبوسة بالسهولة، فلا تحتاج الى الكثير من الوقت، ويمكن حشوها بالكثير من الأنواع المختلفة، ويتم تناولها في أي وقت على مدار العام.


أصل البسبوسة

يكثر انتشارا البسبوسة في مصر، بسبب حب المصريين لتناولها، لذا يعتقد البعض أن أصولها ترجع إلى مصر، ولكن تشير الكثير من الروايات إلى أن جذور وبداية تحضير البسبوسة ترجع إلى العصر العثماني، حيث كان يتم تحضير الكثير من أصناف الحلويات خلال الدولة العثمانية، ثم قامت بنقلها إلى التراث المصري، ليغير بها المصريين القليل، فيقومون بإضافة الكثير من الحشوات المميزة إليها.
وتنتشر البسبوسة في العالم العربي بالعديد من الأسماء مثل (البسبوسة، والهريسة، والنمورة، أو هريسة السميد)، ويختلف طريقة تحضيرها قليلاً عن مصر حيث يضاف إليها الفانيليا ويتم حشوها بالتمر بدلاً من المكسرات والقشطة، ويتم تناولها وهي ساخنة، فور طهيها، وليس كما في مصر حيث يتم تناولها وهي باردة.


علاقة البسبوسة بالهريسة

في الخليج العربي تعرف البسبوسة على أنها هي الهريسة، ولكن في مصر يتم تحضير البسبوسة بطريقة مختلفة عن الهريسة، وبمذاق مختلف عنها، ولكن تشير الروايات إلى أن أصلهم واحد، وأن التغيرات التي أصبحت بكل منهما جاءت مؤخراً، حباً في التغيير ليس إلا.


سبب تسمية البسبوسة بهذا الاسم

انتشرت الكثير من الروايات عن سبب تسمية البسبوسة بهذا الاسم حيث قيل أنها مشتقة من كلمة " بَسَّ" والتي تعني خلط السميد بالماء والسمن، كما قيل أنا تم تسميتها بهذا الاسم نتيجة لتراث شعبي لدى المصريين، حيث قيل أن تاجر مصري كان قادماً من بلاد الشام فأحضر معه الكثير من السميد والمكسرات، وأخبر زوجته أنه يريد منها أن تقوم بتحضير وجبة، من الوجبات التي تؤكل في القصور العثمانية، فقامت بإعداد البسبوسة، وعندما ظهرت رائحتها، وشم التاجر الرائحة، فأعجب بها فأراد شكر زوجته، فقام ليقبلها فأخبرته زوجته أنها تريد منه الانتظار حتى تنتهي من تحضيرها، فقال لها" بس بوسة" أي امنحيني قبلة واحدة، فرفضت وطلبت منه الانتظار، حتى الانتهاء منها، ثم قدمتها إليها ليتذوقها، وعندما أعجب بمذاقها قرر أن يستضيف عدد من أصدقائه لتجربتها وتذوقها، فعندما قدمت إليها أعجبوا بمذاقها، وسألوه عن أسمها، فقال لهم مازحا "بس بوسة"، وعليه انتشر الاسم بين الناس.


البسبوسة المصرية

قيل أيضًا أن البسبوسة أصلها فرعوني، حيث وجد الدقيق، والسميد، والسمن، والعسل، في عدد من الأواني الفخارية التي وجدت في مقبرة الملك توت عنغ آمون، وكان شكلها يشبه البسبوسة، وأنه وجد عدد من النقوش الجدارية التي تثبت أنه كان يقدم نوع من الحلوى للملك والملكة يشبه البسبوسة.
وفي الوقت الحالي قام المصريون بتحديث البسبوسة وتغير حشوها وشكلها، فاصبح يضاف إليها القشطة، والفواكه، والحشوات الأخرى والمختلفة، والتي غيرت من طعمها، وجعلتها مميزة بشكل أكبر.
فالبسبوسة المصرية تشتهر بدسمتها، بسبب وجود السمن بها، والمكسرات، والزبيب، والتي جعلتها وجبة كاملة، بها الكثير من المذاق، والذي جعلها أيضًا تختلف عن البسبوسة التي عرفت في العهد العثماني، فلم تعد تحتفظ إلا بعدد من المكونات الأصلية، وأصبح بها الكثير من الإضافات المختلفة.

إرسال تعليق

0 تعليقات